طرق فعّالة لعزل الفطريات

طرق عزل الفطريات:

الفطريات هي كائنات حية تنتمي إلى مملكة الفطريات وتعد من الكائنات الدقيقة التي تتواجد في البيئة المحيطة بنا. تنمو الفطريات في بيئات رطبة ومظلمة، وقد تكون مفيدة في بعض الحالات، لكن هناك أنواعًا من الفطريات التي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة تؤثر على صحة الإنسان والحيوان والنبات. تختلف طرق العزل الفطري وفقًا لنوع الفطريات والمجالات التي يتم فيها هذا العزل، سواء في المختبرات البيولوجية أو في المجال الطبي. في هذا المقال، سنستعرض طرق عزل الفطريات من العينات المختلفة والاحتياطات اللازمة للقيام بذلك بشكل دقيق وآمن.

1. مفهوم عزل الفطريات:

يُقصد بعزل الفطريات هو عملية فصل نوع معين من الفطريات عن العينات الملوثة بهدف دراسة خصائصها أو استخدامها في التطبيقات المختلفة. قد يكون العزل ضروريًا لتشخيص الأمراض التي تسببها الفطريات أو لفحص وجودها في البيئات المحيطة. ويمكن أن يشمل العزل الفطري استخدام وسائل ميكروبيولوجية خاصة، مثل الأوساط الغذائية، وذلك للحصول على سلالات نقية يتم العمل عليها في البيئات المخبرية.

2. أهمية العزل الفطري:

يتمثل الهدف الرئيسي من العزل الفطري في:

• التشخيص الطبي: الكثير من الأمراض الجلدية والرئوية، مثل التينيا أو داء الرشاشيات، تتسبب فيها الفطريات. لذلك، يعد العزل خطوة أساسية لتحديد نوع الفطر المتسبب في المرض.

• الأبحاث العلمية: يسمح عزل الفطريات للباحثين بدراسة خصائص الفطريات، مثل قدرتها على النمو في ظروف معينة، أو اكتشاف خصائص مضادة للفطريات أو جديدة.

• تطبيقات صناعية: تستخدم بعض أنواع الفطريات في إنتاج الأدوية، مثل البنسلين، أو في صناعة المواد الغذائية مثل الخميرة.

3. أنواع العينات المستخدمة في عزل الفطريات:

تشمل العينات التي يتم عزل الفطريات منها:

• الأنسجة البشرية: مثل الجلد، أو مسحات من الأغشية المخاطية أو الدم.

• البيئة: مثل عينات التربة، أو الهواء، أو الماء.

• النباتات: مثل الأوراق أو الجذور التي قد تكون مصابة بأمراض فطرية.

4. طرق عزل الفطريات في المختبر:

4.1 طريقة الأوساط الغذائية:

تعد الأوساط الغذائية هي الأسلوب الأكثر شيوعًا في عزل الفطريات. يتم استخدام أوساط غنية أو انتقائية تحتوي على العناصر الغذائية التي تحتاجها الفطريات للنمو، مثل وسط PDA (بطريقة الخبز الأنبوبية) أو وسط Sabouraud.
تُزرع العينات في وسط مناسب، ويتم تحديد الفطريات من خلال مظهرها، مثل اللون أو الشكل أو خصائص النمو.

• خطوات التحضير:

  1. تحضير الوسط الغذائي عن طريق خلط المكونات المطلوبة مع الماء المقطر.

  2. تعقيم الوسط تحت درجة حرارة 121 درجة مئوية لضمان قتل الكائنات الحية الدقيقة غير المرغوب فيها.

  3. توضع العينات على الأوساط المعقمة باستخدام طرق معقمة مثل الأنسجة المعقمة أو المسحات.

  4. الحضانة تحت درجات حرارة معينة (غالبًا من 25 إلى 30 درجة مئوية) لمدة تتراوح بين 2-7 أيام.

  5. متابعة نمو الفطريات وفحصها بشكل دوري.

4.2 الزراعة على الأوساط الانتقائية:

تُستخدم هذه الأوساط لاختيار نوع معين من الفطريات. تحتوي على مكونات تحد من نمو بعض الفطريات وتسمح بنمو أنواع أخرى فقط. مثل وسط كريستينيوس أو وسط ميديا روزول الأسود.

4.3 الزراعة على الأوساط السائلة:

تستخدم هذه الطريقة عندما تكون الفطريات بحاجة إلى تكاثر سريع أو إذا كان الهدف من العزل هو فحص النمو الفطري في بيئة سائلة.

5. الطرق الأخرى لعزل الفطريات:

5.1 العزل بواسطة الفلاتر الميكروبية:

تستخدم هذه الطريقة في حالة العينات السائلة مثل الماء أو الدم أو أي سائل آخر. يتم استخدام فلاتر ميكروبية لاحتجاز الفطريات تحت مجهر، حيث يتم تمرير السائل عبر مرشح خاص يفصل الفطريات عن السائل، ثم يتم فحص الفطريات المتجمعة تحت المجهر.

5.2 الاستنبات على الأغشية:

هذه الطريقة مشابهة للأوساط الغذائية لكنها تتم في صورة أغشية خاصة تسمح بنمو الفطريات، حيث توضع العينات عليها وتنقل إلى بيئة مغلقة تحتوي على ظروف تحفيز نمو الفطريات.

5.3 العزل باستخدام تقنيات البيولوجيا الجزيئية:

تعتبر هذه الطريقة أكثر تطورًا، حيث يتم عزل الفطريات بناءً على الحمض النووي (DNA) أو البروتينات الفطرية. يتم استخدام تفاعلات سلسلة البوليميراز (PCR) لتحديد الفطريات المتواجدة في العينة حتى لو كانت موجودة بكميات صغيرة. تعتبر هذه الطريقة دقيقة للغاية وتستخدم في البيئات التي يصعب فيها تحديد الفطريات باستخدام الطرق التقليدية.

6. الاحتياطات الواجب اتخاذها أثناء عزل الفطريات:

إن عملية عزل الفطريات تتطلب مجموعة من الاحتياطات الوقائية لضمان السلامة:

• العمل في بيئة معقمة: يجب أن يتم العمل في مختبر معقم باستخدام تقنيات مثل العمل في ظروف اللامينار فلو لضمان عدم تلوث العينات.

• استخدام معدات حماية شخصية: مثل القفازات، والنظارات الواقية، والأقنعة الواقية لمنع التعرض المباشر للفطريات.

• التعامل مع الفطريات بحذر: خصوصًا تلك الأنواع التي تكون خطيرة مثل فطريات الكانديدا أو الرشاشيات التي قد تلوث الجهاز التنفسي.

7. تحديات عزل الفطريات:

• صعوبة النمو: بعض الفطريات قد تحتاج إلى ظروف معينة من الرطوبة ودرجة الحرارة لتنمو، مما قد يصعب عملية عزلها.

• التلوث المتبادل: قد تتلوث العينات بسهولة بالفطريات غير المستهدفة، وهو ما يتطلب استخدام أساليب متقدمة لضمان نقاء العينة.

• تشخيص الفطريات المسببة للأمراض: بسبب تعدد أنواع الفطريات وتشابهها في العديد من الخصائص، قد يكون من الصعب أحيانًا تحديد الفطر المتسبب في العدوى بدقة.

8. أحدث التقنيات في عزل الفطريات:

شهدت السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في تقنيات عزل الفطريات، حيث أصبح بالإمكان الآن استخدام تقنيات متقدمة مثل تسلسل الجينوم لفحص تنوع الفطريات بسرعة وكفاءة. هذه التقنيات تتيح إمكانية تحليل أعداد ضخمة من الفطريات في وقت أقل وبدقة أكبر.

9. العزل الفطري في المجال الطبي:

في مجال الطب، يكون العزل الفطري أمرًا بالغ الأهمية في تشخيص الأمراض الفطرية مثل داء الرشاشيات أو التينيا. يتم عزل الفطريات من المرضى باستخدام أساليب معملية متقدمة، مثل تحليل الأنسجة أو أخذ عينات من المخاط أو الدم. يسهم هذا في تحديد العلاج المناسب للمريض.

10. خاتمة:

إن عزل الفطريات من العينات المختلفة يعد خطوة أساسية في العديد من المجالات العلمية والطبية. تتعدد طرق العزل وتختلف بناءً على نوع الفطر والبيئة التي يتواجد فيها. من خلال استخدام التقنيات الميكروبيولوجية المتقدمة والاحتياطات الوقائية، يمكن الحصول على نتائج دقيقة تساعد في تطوير العلاج وفهم الفطريات بشكل أفضل.